روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | آليات العمل الدعوي في أوربا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > آليات العمل الدعوي في أوربا


  آليات العمل الدعوي في أوربا
     عدد مرات المشاهدة: 3004        عدد مرات الإرسال: 0

بعد هجرة كثير من المسلمين لبلاد اوربا والإستيطان بها تربى الجيل الثاني منهم على إنه شخص اوروبي وصاحب لغة غير عربية، للإسف فقد ضاع كثير من المسلمين وخصوصا الجيل الثاني وسط إهمال الاباء في التربية وضعف العمل الاسلامي داخل اوربا، وقلة الموسسات الإسلامية العربية المتخصصة في العمل الدعوي داخل الاوربي.

ولحماية المسلمين من خطر ضياع هويتهم ودينهم ولغتهم الإصلية، لابد أن نرسم اولويات العمل الدعوي، فلا شك ان هناك جهود مشتته في الدعوة في اوربا ولكنها ضعيفة، وتعتمد على العمل الفردي غير المستمر وغير المثمر، فغالبا ما يظهر عليه المشاكل والخسائر المادية والمعنوية والعلمية في بعض الاحيان، ويسبب الإختلاف في العمل وتكرر الجهود، مما جعل كثير ممن يعمل بالدعوة يبدأ بما بدأ به غيره وقد يقف عند ما وقف عليه غيره.

اقدم المراكز الاسلامية لا تتجاوز 40 سنة، وغالبها تبدأ اعمارها من 10 سنوات، وقد تصل ل 20 سنة مع ذلك فقليل ما تجد مركز إسلامي مثالي في العمل الدعوي والعلمي التربوي والاداري والمالي، فضلا من أن تجد مصلى للنساء في كثير من المراكزالاسلامية في اوربا، فغالب أعمال الموسسات منطوية على ادارة المركز، وقليل ما تجد حلقة قرآن للاطفال أو درس صغير بعد العصر واكبر ما تقوم به المراكز هو خطبة الجمعة، ورأيت عدة مراكز تغلق بعد الصلوات بنصف ساعة، فكيف لتلك الموسسات ان تمسك زمام قضايا المسلمين؟ وهي لا تتيح للمسلمين الجلوس داخل المركز او المسجد حتى لقراءة القرآن.

وكذلك لا نجد موسسات دعوية في الخليج متخصصة في الدعوة في اوربا، ولا توجد إلى الان معايير إدارية في دعم الموسسات الخيرية، لذلك تولدت تخبطات وخسائر كبيرة في العمل الدعوي، وتشتت الجهود، وتفرقت الجماعات، وتوقفت انشطة دعوية كثيرة، وتكرر فتح مراكز إسلامية قريبة من بعض بسبب المشاكل الشخصية في إدارات المراكز، والدعم الخليجي غير منضبط.

لابد ان نعلم ان هناك تحركات لإدماج المسلمين في المجتمع الاوربي وتغريب هوية المسلم، خصوصا الجيل الثاني، وتأتي هذه التحركات في خلو البيئة الإسلامية التي تجمع شباب المسلمين في ما يمكنه من الدراسة والعمل والحياة في هذه الدول، فهناك لجان متفرعة من الإتحاد الاوربي تعقد موتمرات في ذلك، وتخرج في توصيات وتسعى دول اوربا لتطبيقها، وكذلك موسسات اجنبية تسعى لذلك، وكذلك بعض الموسسات العربية مثل مركز المسبار الذي اسسه تركي الدخيل، ويسعى لطباعة الكتب التي تدعو الى مسخ الهوية الاسلامية وقد طبعت كتاب الاسلام الاوروبي وقد جمع فيه مقالات كثيرة تهدف إلى ان يمكن للمسلم ان يندمج بالمجتمع الاوروبي ويتخلى عن هويته ويكون بذلك إسلام جديد يطلق عليه الاسلام الاوروبي.

وقبل ما نبدا بالإوليات علينا ان نحدد المشاكل ونشخص الصعوبات التي يواجها المسلم في اوربا، بعد ذلك نضع الحلول، وثم نبدأ بالاولى فالأولى، وعلى المؤسسات الخيرية ان تسير على هذا النمط، نحن الآن نحتاج لمعرفة فقه المرحلة.

ومن خلال الاطلاع على احوال المسلمين في اوربا فاني اضع هذه الاوليات والتي اتمنى ان تسعى المؤسسات الخيرية في الخليج، وكذلك المراكز الإسلامية في اوربا، الإجتماع عليها لتحقيقها لنخرج في تنفيذ اي مشروع دعوي بإفضل النتائج واحسن الأعمال -وأضع اليكم الاوليات بشكل عام ثم إيجاز عنها ببعض الكلام-:

  • توحيد صفوف المسلمين.
  • إيجاد بيئة مناسبة لكل شرايح المجتمع المسلم.
  • تشجيع المسلمين على الحفاظ على هويتهم بالدين والمظهر واللغة.
  • رسم خريطة لمساجد المسلمين في اوربا وتقديم اوليات الدعم للأماكن الخالية من المراكز.
  • توفير فرص تعليمية لأئمة المساجد ومن يقوم بامور الدعوة.
  • وضع معايير إدارية تكون شرط لدعم المراكز الاسلامية.
  • إنشاء موسسة اروبية تضع معايير تقييم المراكز الاسلامية من الجانب الدعوي والتربوي والاداري والمالي.
  • إنشاء مؤسسة متخصصة تعني في وضع معايير منتج الحلال سواء كانت مواد غذائية او ادوية أو اغراض اخرى.
  • إعطاء فرصة للشباب لقيادة المراكز الاسلامية.

توحيد صفوف المسلمين:

يعيش المسلم في اوربا وسط تفرق كبير للمسلمين، فالاحزاب والتكتلات والعنصرية منتشرة بشكل كبير، فتجد مساجد تسمى مساجد الصوماليين وتجد مساجد الاتراك ومساجد تنتمي لإحزاب مثل مساجد الاحباش ومساجد حزب التحرير وغيرهم من الفرق والاحزاب.

وتجد مراكز بادارة جنسيات معينة قد تنحاز كثيرا بقراراتها لقومية وطنها، وتجد إيضا تمايز في التعاون بسبب إختلاف الجنسية او العرق.

وتجد الخلافات الادارية التي تسبب التفرق بين الدعاة والعاملين في المراكز الاسلامية، والتي تتسبب ايضا في ضياع جهود كبيرة في الدعوة، ولا أود الدخول بهذا الجانب المحزن والطويل، ولكن يجب أن نسعى لتصفية القلوب، ولا يكون دعمنا لشخص قد خرج من جماعته، وقد يستغل حاجة المسلمين في إضرار مراكز اسلامية اخرى مغمومة بتلك الدولة.

على المؤسسات الخيرية في الخليج ان تسعى بدعمها للعاملين في اوربا، في تحقيق اهداف جمع كلمة المسلمين، فكثير من المصلحين ساهم في إنشاء مسجد سبب مضايقة لغيره من المراكز الاسلامية الاخرى واضر كذلك بالدعوة، وبعضهم اوقف كثير من الانشطة أو سبب في منع اقامتها، وسبب ايضا في تفريق المصلين في المساجد التي بدأت تكثر ببعض بلاد اوربا.

على المشايخ والعاملين في المؤسسات الخيرية الجلوس اكثر والإستماع لطلبة العلم في تلك البلاد وعدم الإكتفاء بالإستماع من جانب واحد، وحل النزاعات، ونحاول التوفيق بين المراكز والعاملين في الدعوة بالتي هي احسن.

إيجاد بيئة مناسبة لكل شرايح المجتمع المسلم:

تختلف حاجات المسلمين في اوربا فالطفل يحتاج لمدرسة في الصباح ونادي في المساء، والكبار يحتاجون المساجد، والاسرة تحتاج لأمكنة محافظة للترفية.

فعلى المؤسسات ان تبدا في صنع هذه البيئة، ان تكون لنا مدارس إسلامية نموذجية، ولابد ان نسعى في إنشاء مراكز ترفيهية للشباب ونوادي لتحفيط القران وتعليم اللغة العربية وتعليم العلوم الأخرى، ولابد أن نفتح اسواق خاصة لبضايع المسلمين، ونكون بيئة صالحة تحافظ على الهوية الاسلامية، على المؤسسات ان لا تهمل هذا الجانب المهم، فكثير من المتبرعين والمؤسسات الخيرية تبحث عن شراء الكنائس والمراكز وتضع هذا الجانب بعيد عن اولياتها.

تشجيع المسلمين على الحفاظ على هويتهم الدينية والمظهر واللغة:

هذا الجانب جدا مهم فكثير من الجيل الثاني لا يتكلم العربية، والكثير ايضا لم يزور موطنة الاصلي، وبعضهم لا يعترف انه من أصل عربي، فنحتاج ترسيخ الدين من قلوب الشباب، وتشجيعهم بالخروج بالمظهر الإسلامي، الثوب والطاقية والحجاب والعباية وغيرها من المظاهر، ولابد ان تسعى الموسسات في تعليم اللغة العربية بشكل مستمر، للأسف انك تجد غالب المراكز الاسلامية تجعل الخطبة الثانية تكرار للخطبة الاولى ولكن بلغة الدولة، لان كثير من الشباب والمسلمين لا يفهم العربية، وهم من اصول عربية، وبعض المراكز للاسف ليس لها نصيب من اللغة العربية حتى في خطبة الجمعة.

رسم خريطة لمساجد المسلمين في اوربا وتقديم اوليات الدعم للأماكن الخالية من المراكز:

سنكون منصفين اذا قدمنا الدعم لمن هم اولى بإنشاء مركز الاسلامي في اوربا، ليس كل ما يزورنا ومعه الاوراق الرسمية في شراء مركز فهو فعلا محتاج، لابد نحن من يضع تلك الحاجة أو أهل البلد من المراكز القائمة، لابد أن نضع الاوليات في الاماكن المحتاجة لإنشاء مركز، بالحقيقة نحن نحاول الان أن نرسم هذه الخريطة وقد تم تغطية غالب دول اوربا، ولابد الان ان تجتمع الموسسات في وضع تلك الاوليات، ويكون الدعم بحسب الحاجة، فالمنطقة تعطى من الدعم بنسبة عدد الجالية وحاجتهم لذلك، ويراعى كذلك عدم ضرر المراكز الاسلامية الاخرى، وكذلك مناسبة المكان، وبعض المعايير التي سوف نتكلم عنها بخصوص الجانب الاداري، فهناك بعض المراكز التي تأسست في مكان غير مناسب وسببت بذلك عائق من حضور الناس بشكل يومي.

توفير فرص تعليمية لأئمة المساجد ومن يقوم بامور الدعوة وكفالتهم:

إمام المسجد والداعية في اوربا يختلف في مهامة عن إمام المسجد في دولنا، فهو الموثق الرسمي للزواج والطلاق والمواريث وهو الشافع للمسلمين لبعض المسجونين من المسلمين في سجون اوربا، وهو يقرر دخول رمضان ويحدد ايام الاعياد وغيرها من الامور العظيمة، لذلك لابد أن توفر له فرصة لتعليم العلوم الشرعية ومواصلة دراستة في منحة مقاعد دراسية في الجامعات التي تدرس عن بعد مثل جامعة المدينة العالمية أو جامعة المعرفة، او يجلب لدول العربية ويحضر بعض الدورات الشرعية، فعلى المؤسسات الدعوية أن تهتم في هذا الجانب المهم وتضعه من أولياتها.

وضع معايير إدارية تكون شرط لدعم المراكز الإسلامية:

تختلف انظمة اوربا للمؤسسات الخيرية عن الدول العربية، فهناك موسسات خيرية تكون عليها ضرائب تصل ل 40%، وهناك مؤسسات لا تأخذ منها الدولة ضرائب، وعلينا ان لا نغفل من خطأ ترجمة بعض المصطلحات المختلفة إلى كلمة وقف، فكلمة الوقف عند النظام الاوروبي يختلف معناها وليس له معنى محدد، فهي تختلف بإختلاف نظام دستور المؤسسة أو ما يسمى بالنظام الاساسي، وكذلك لابد أن نضع معايير المركز المثالي الذي يستحق الدعم، سواء من تاريخ إنشاءه وعدد الامناء وعدد الاعضاء وسلامة الإنتخابات وتعيين الاداري، وكذلك معايير كتابة التقرير الاداري والمالي، لكي تكون مؤسسة مثالية لا يخشى من تسليمها التبرعات، وقد وضعنا تلك المعايير، ونحتاج مؤتمر للمؤسسات الاسلامية في دراسة تلك المعايير والإتفاق عليها.

إنشاء موسسة اروبية لتقييم المراكز الاسلامية الاوروبية من جانب الدعوي والتربوي والاداري والمالي:

لكي يكون كلامنا على المراكز سليم، ونستطيع معرفة إنحراف اي مؤسسة، ونستطيع كذلك نعرف حجم المؤسسة الحقيقي، وقوة إدراتها، لابد ان نضع تقييم علمي شامل لكل الطموحات المتطلبة من المراكز الاسلامية، ومن هنا نستطيع ان نصل وكذلك ان نحدد ما تحتاجه المراكز من دعم سواء كان مادي أو اداري او علمي.

وهذا لا يتحقق الا بموتمر عربي يدرس ويقدم المعايير، ثم توصى بالنتيجه النهائية لذلك، ثم نسعى لإنشاء تلك الموسسة وتكون موسسة معترف فيها عند كل الموسسات الخيرية في الخليج او الوطن العربي ولها ممثلين خاصين في ذلك.

إنشاء مؤسسة متخصصة تعني في وضع معايير منتج الحلال سواء كانت مواد غذائية او ادوية او مواد استهلاكية:

وإختصر هذا الجانب من الإستفادة من الجامعة الاسلامية العالمية في ماليزيا فقد وضعت تلك المعايير والضوابط، فقط نحتاج، التاسيس والإنطلاق في هذا الجانب المهم في حياة المسلم في اوربا.

اعطاء فرصة للشباب لقيادة المراكز الاسلامية:

واخيرا لابد ان تعطى الفرصة للشباب فإدارة المراكز باتت كأنها ملكا لبعض المؤسسين لايسمح لغيره بإدارة المركز، فتجد الموسسة عمرها 20 سنة والادارة نفسها لا تتغير، فلابد ان نشترط بدعمنا وجود على الاقل صف ثاني لادراة المركز، وهذا كماهة معروف لديكم تجديد للدماء، وفتح مجال جديد للعمل والسعي في تحقيق كثير من رغبات الشباب التي قد تتوقف او تتعطل او تتاخر من ادارات بعض المراكز الاسلامية.

وختــــــــاما:

هذه خطوة لتحديد الاوليات العمل الدعوي في اوربا، كتبتها لفتح آفاق قد يغفل عنها العاملون في المجال الدعوي، وكذلك هي دعوة للإجتماع والجلوس وتحديد الاوليات، فالعمل الفردي في هذا الوقت لا يثمر، لابد ان تجتمع الجهود والمؤسسات، ونسعي كلنا لتحقيق حفظ دين واخلاق ولغة المسلمين في اوربا.

الكاتب: عبداللطيف العثمان